يندرج هذا الكتاب ضمن صنف
المذكّرات السياسية ويحتوي على ما يقارب 800 صفحة رسم فيها
المؤلّف أهم محطّات الحركة الوطنية انطلاقا من زاوية نشاطه
الحزبي منذ سنة 1934 حيث استهلّ نشاطه داخل الحزب الدستوري
الجديد بمنزل جميل وجهة بنزرت عامة، إلى أن بات مسؤولا في
الجامعة الدستورية لمدينة بنزرت (1945) كما انتخب عضوا بالمجلس
الملّي سنة 1948. رفته الزعيم الحبيب بورقيبة من الحزب في
أكتوبر 1955 لمناصرته صالح بن يوسف وقبض عليه في مؤامرة سنة
1961 الفاشلة إثر اتهامه بالمشاركة في الانقلاب.
دخل
السجون عدّة مرّات منذ 1943 أين عذّب، ونجد في هذا الإطار
حديثا مطوّلا عن السجون والمعتقلات التي مرّ بها، كما أبرز
الكتاب مسائل مهمة تخصّ المقاومة وجمع السّلاح وتوزيعه وتكوين
شبكات في هذا المجال وكذلك المسائل المالية والحياة داخل
الحزب.
وإذ
جاهر بوطنيته التي لا ترقى إلى أي شك أو تشكيك في نظره، فإنّ
علي المعاوي عبّر في ذات الوقت عن خيبة أمله الوطنية، لأنه
يعتبر إقصاءه من الحزب تعسفا وإيقافه سنة 1961 ظلما، وقد بين
ذلك خلال القسم الأخير الذي تمّيز بحدّة الأسلوب الذي وسم به
الكاتب تصرف الزعيم بورقيبة إزاءه. وعموما تتسم هذه المذكرات
بالجرأة والصراحة.
السعر : عشرة دنانير تونسية |